وفيق صفا: لا نزع للسلاح

في إطلالة إذاعية على “إذاعة النور”، أطلق مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، الحاج وفيق صفا، سلسلة مواقف سياسية حاسمة في مواجهة ما أُثير مؤخرًا حول السلاح، والعلاقة مع الجيش اللبناني، وحملات التشويه الإعلامية، مرورًا بملف إزالة الشعارات الحزبية، وصولًا إلى الاتهامات المتعلقة بالمطار والمرفأ.
السلاح لا يخضع للابتزاز
من أبرز العناوين التي ركّز عليها صفا خلال المقابلة، هو رفضه المطلق لما يُسمّى “نزع سلاح المقاومة”. فبلهجة حازمة، اعتبر أن هذا الطرح لا يتعدى كونه فقاعة إعلامية تُروَّج على مواقع التواصل من قبل من وصفهم بـ”المحرضين والفاسدين”. وأكد أن هذا السلاح، الذي راكمته المقاومة عبر معارك طويلة، هو اليوم “سلاح الردع والحماية”، لا يمكن التفريط به أو مناقشته إلا في سياق وطني جامع.
وقال صفا: “لا يوجد شيء اسمه نزع سلاح”، مشددًا على أن الحزب منفتح على نقاش الاستراتيجية الدفاعية، ولكن في إطار يحفظ السيادة ولا يُملى من الخارج. وأضاف: “من يريد نزع السلاح، فليسلّح الجيش أولًا”، مؤكدًا على العلاقة التكاملية بين المقاومة والجيش، لا التنافسية.
الجيش و”حزب الله”
في ما يتعلق بالعلاقة مع المؤسسة العسكرية، شدد صفا على أن التعاون مع الجيش اللبناني بلغ مستويات عالية من التنسيق، وخصوصًا في مناطق الجنوب بعد صدور القرار 1701. وقال إن هذه العلاقة ليست محل نزاع، بل تقوم على شراكة ميدانية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
وأشار إلى أن تسليم حزب الله لمواقعه في الحدود الشرقية بعد انتهاء مهمته، دليل إضافي على هذا التفاهم، وعلى إيمان المقاومة بدور الجيش كضامن للأمن الوطني، لا سيما بعد أن أثبتت المؤسسة العسكرية جاهزيتها وقدرتها على الإمساك بالميدان.
حرب إعلامية
رأى صفا أن ما يجري من حملات إعلامية وسياسية ليس معزولًا عن سياق “الحرب النفسية” التي تستهدف بيئة المقاومة ومصداقيتها. وقال: “الحقيقة تُواجه بكذبة”، في إشارة إلى محاولات التضليل والتشويش، مؤكدًا أن جمهور المقاومة صلب ومتماسك، ولن تنطلي عليه هذه الحملات.
واستحضر في هذا السياق قول الإمام علي (ع): “إنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق”، معتبرًا أن من يقف خلف هذه الحملات يسعى لإحداث شرخ داخلي في بيئة المقاومة، لكنه يفشل في كل مرة أمام صلابة القاعدة الشعبية وإيمانها بخيارها.
إزالة الشعارات الحزبية
وحول الجدل الذي أثير مؤخرًا بشأن إزالة الصور واليافطات، خاصة على طريق المطار، فنّد صفا الاتهامات التي اعتبرت الأمر استهدافًا سياسيًا، مؤكدًا أن هذه الإجراءات إدارية روتينية تُنفَّذ منذ سنوات. وأضاف أن حزب الله وحركة أمل يلتزمان دائمًا بإزالة الشعارات بعد المناسبات، وغالبًا ما يتم ذلك بالتنسيق مع البلديات والمحافظين، وأحيانًا بمبادرة من الحزب نفسه.
وشدد على أن التهويل الإعلامي في هذا الملف يهدف إلى تأجيج الرأي العام، لكنه لا يعكس حقيقة ما يجري، مؤكدًا أن التنسيق مع الجهات الرسمية مستمر ولا يتأثر بالضجيج المفتعل.
المطار والمرفأ: اتهامات فارغة
وفي معرض ردّه على اتهامات باستخدام مطار بيروت ومرفأ بيروت لتهريب السلاح، استخدم صفا لهجة التحدي الصريح، قائلاً: “أنا المسؤول المباشر عن هذا الملف، وأتحدى أن يأتي أحد بدليل واحد على تهريب سلاح عبر المطار أو المرفأ”.
وأكد أن هذه المزاعم لا تستند إلى أي واقع، وأن الجهات الدولية نفسها، من “اليونيفيل” إلى الأميركيين والإسرائيليين، تدرك عدم صحة هذه الاتهامات. ورأى أن الهدف من هذا الخطاب التحريضي هو النيل من صورة الحزب واتهام مكون بكامله لأغراض سياسية مكشوفة.
الاستراتيجية الدفاعية
رغم تأكيده أن سلاح المقاومة ليس مطروحًا للتفاوض، أبدى صفا انفتاحًا على نقاش حول الاستراتيجية الدفاعية، شرط أن يُبنى هذا النقاش على منطق السيادة والحوار الوطني، لا على الضغوط والابتزاز السياسي. واعتبر أن أي حديث عن الاستراتيجية لا يمكن فصله عن الواقع، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي واحتجاز الأسرى، وعدم تنفيذ القرار 1701 من قبل العدو.
وقال: “أي استراتيجية دفاعية هدفها حماية لبنان، لا تجريد المقاومة من قوتها”، مشددًا على أن الحزب لا يرفض مبدأ الحوار، بل يرفض محاولات فرض النتائج سلفًا.