سياسة

المفاوضات الإيرانية-الأميركية: الدخان الابيض والتداعيات الايجابية

المدن

صعد الدخان الأبيض من بيت وزير الخارجية العمانية بدر البوسعيدي بانتهاء الجولة الأولى من المحادثات بين الوفدين رفيعي المستوى من إيران والولايات المتحدة، مساء السبت الماضي، في ظل ظروف ودية. واتفق الطرفان على استئناف المفاوضات مرة أخرى السبت المقبل، في العاصمة الايطالية روما.
وأعلن وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، رئيسا وفدا إيران والولايات المتحدة، أن هذه المحادثات كانت بناءة وإيجابية وباعثة على الأمل.
وأكد البوسعيدي، المضيف لهذه الجولة من الحوار، أن مشاركة الطرفين جرت في أجواء ودية وملائمة لتقريب وجهات النظر.
كما صرح عراقجي بأنه في نهاية الجولة، “تحدث مع رئيس الوفد الأميركي لدقائق، بحضور وزير خارجية عُمان عند مغادرتهم مكان المحادثات”.
واستمرت هذه المحادثات غير المباشرة حول موضوع “رفع العقوبات والملف النووي”، ثلاث ساعات تقريباً.
ونقلت وكالات الأنباء المحلية أن المفاوضين الايرانيين والاميركيين تبادلوا، عبر وساطة عُمان وفي أجواء بناءة قائمة على الاحترام المتبادل، مواقف حكومتيهم فيما يتعلق بالبرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع العقوبات المفروضة على إيران.
تفاؤل السوق الايراني
ومنذ هبوط طائرة الوفد الايراني في مطار مسقط، بدأت العملة الإيرانية مساراً صعودياً قوياً جداً أمام الدولار. وبالتوازي مع ارتفاع سعر العملة، شهدت بورصة طهران للأوراق المالية ارتفاعاً تاريخياً في أسهم معظم الشركات منذ السبت حتى أمس الاثنين، ويُتوقع أن تستمر الأجواء الإيجابية هذه لأسابيع وليس لأيام، بعد أن شهدت بورصة طهران هبوطاً مستمراً، خصوصاً مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يتوقف عن تهديد إيران بالضرب والدمار بحال عدم حصول اتفاق نووي جديد.
ثنائية المفاوضات وصمت الروس
في الشكليات، يبدو أهم ما في الجولة الجديدة من المفاوضات، هو عقدها بين الطرفين الإيراني والأميركي حصراً، وليس سبعة أو ثمانية أطراف. هذا يدل فيما يدل على أن الرئيس ترامب تمكن فعلاً من إقصاء جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي السابق الذي جرى توقيعه عام 2015. وخلافاً لما كان متوقعاً حول عرقلة الروس لمسار المفاوضات الجديدة، لم يصدر حتى اللحظة أي تصرف روسي يعرقل هذا المسار، بل هناك ترحيب بها ربما يعود سببه إلى تورط الروس وانشغالهم في الحرب ضد أوكرانيا.
صمت المرشد الإيراني
يوم الأحد الماضي، أي بعد يوم من عقد محادثات مسقط، وخلال زيارته عدداً من قادة القوات المسلحة الإيرانية، التزم المرشد علي خامنئي الصمت تجاه المحادثات، على الرغم من أنه قد وصف في وقت سابق، التفاوض مع الولايات المتحدة بأنه ليس عقلانياً ولا ذكياً ولا مشرفاً. واكتفى خامنئي بالقول إن تقدم إيران في أكثر من مجال هو ما أثار غضب الأعداء. ويبدو أن التجاهل المتعمد وصمت المرشد حول الجولة الجديدة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة – وهو المعروف بإبداء رأيه حول مختلف الأمور وبعضها يكونه هامشياً -، معبر للغاية، ولا يقل أهمية عن التصريح، خصوصاً خلال وأن اجتماعاته شملت كبار قادة الحرس الثوري والجيش، وهما المعنيان بالمواجهة مع الولايات المتحدة.
السرعة سيد الموقف الاميركي
وكعادته أكد الرئيس ترامب على ضرورة تسريع عجلة المفاوضات والحصول على النتاىج في اقرب وقت ممكن. وقال ترامب: “التقيت مع مجموعة أخرى من المستشارين بشأن إيران، وسنتخذ قراراً بسرعة كبيرة”.
هذا الموقف أثار انتباه الوفد الايراني والأوساط السياسية الايرانية بأنه لا مجال لكسب الوقت والتأخير. وربما يكمن وراء تماشي المحافظين المتشددين في إيران مع فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، أنهم يعرفون جيداً أنه لا يوجد اي خيار آخر سوى التفاوض والاتفاق مع الرئيس ترامب، كما أن الاوضاع الاقتصادية الراهنة في إيران، لا تسمح بالتاخير في الوصول إلى اتفاق ينهي الحصار المدمر المفروض على البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى