العميل محمد صالح: «صدفة قاتلة» أوقعت به ومعلومات مثيرة عن الخيانة الخطيرة

في 28 نيسان 2025، أُلقي القبض على العميل الإسرائيلي محمد صالح، وذلك بعد بلاغ قُدِّم وكيل محل تحويل الأموال Whish Money في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتسارعت المعلومات عن صالح في الساعات الأخيرة بعدما ادّعى عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، الأربعاء بتهم تشمل التعامل مع العدو الإسرائيلي والتورط في التسبب بقتل لبنانيين، بينهم مسؤولون في حزب الله.
ما الجديد؟
صالح، الذي كان يعمل في تجارة العملات والبورصة، بنى علاقة ثقة مع المحل على مدى أشهر، لكن الأمور تغيّرت عندما طُلب منه تحويل مبلغ 20 ألف دولار، ليختفي بعدها ويترك المبلغ الفعلي الذي كان 18500 دولار عالقًا، بحسب ما كشف الصحافي الاستقصائي رضوان مرتضى عبر قناة «المحطة» على «يوتيوب».
حاول صاحب المحل استعادة ماله، وعندما أجبر صالح على القدوم إلى المحل، فتش هاتفه للتحقق من حساباته المالية، فاكتشف ما هو أخطر من الأموال.
هاتف يكشف المستور.. وعمالة بدأت من فيسبوك
أثناء التدقيق في الهاتف، وجد صاحب محل Whish Money رسائل بريد إلكتروني من شخص يُدعى «لويس»، يطلب من صالح التحري عن شخصيات ومعلومات دقيقة تخص «المنظمة»، وهو تعبير يشير إلى حزب الله، من بينها «أنواع الدراجات النارية، وآليات الإسعاف، والمدفعية وتموضعات العناصر».
سارع صاحب المحل بإبلاغ حزب الله، ليعترف صالح بأنه جُنِّد من قبل الموساد الإسرائيلي أثناء وجوده في العراق، عبر إعلان دعائي على فيسبوك يقول: «هل أنت منتسب سابقًا لحزب الله؟». بدأ التواصل مع ثلاثة أشخاص: «محسن» و«أبو داوود» و«علي»، وتطورت العلاقة سريعًا نحو طلبات أمنية دقيقة.
رحلة الاختراق: من الوحدة 4100 إلى أمن الأفراد
بحسب التحقيقات الأولية، طُلب من صالح إعادة الانتساب إلى حزب الله للانخراط في وحدة «العديد المركزي». وبالفعل نُقل أولاً إلى الوحدة 1100 لتأهيله، ثم الوحدة 4100 المتخصصة في أمن الأفراد، حيث بدأ بتقديم معلومات حساسة.
تكشف الرسائل الإلكترونية عن طلب صالح المستمر للأموال من مشغليه الإسرائيليين مقابل المعلومات. وفي إحدى الرسائل الخطيرة، أخبر صالح الموساد عن شراء حزب الله لنوع خاص من الدراجات النارية «مخصصة لعبور الحدود نحو الجليل»، بعد فتح وحدة الهندسة لثغرات في الجدار الحدودي مع فلسطين المحتلة.
كما كشفت المراسلات محاولاته المستمرة للعودة إلى صفوف حزب الله، رغم قرار سابق أصدره السيد حسن نصر الله بمنع وحيدي عائلاتهم من الانتساب.
عمالة مزدوجة؟
أقر صالح خلال التحقيقات بتلقيه ما يزيد على 20 ألف دولار، وبحسب المحققين، وصل المبلغ إلى 23 ألف دولار. اعترف بأن تسلُّم الأموال كان يتم عبر «البريد الميت» في العراق، أو عبر هدايا في محل بمنطقة الأشرفية في بيروت، وكذلك مبلغ آخر وُجد مخبأً في أسفل دراجة نارية في شارع الحمرا.
حاول صالح تبرير موقفه قائلاً للمحققين إنه هو من بادر بإبلاغ الحزب، وأعرب عن ندمه، كما زعم أنه أصبح «عميلًا مزدوجًا» يعمل لصالح حزب الله والموساد في آن واحد، على غرار أحد العملاء المزدوجين السابقين ويدعى حسن عطية.
معلومات مغلوطة عن عائلته
- صالح ابن كادر قديم في حزب الله من الرعيل الاول
- له صلات وثيقة بقيادات من الحزب، من بينهم حسن بدير الذي اغتيل في حي ماضي في نيسان الفائت
- صحّحت التحقيقات بعض المعلومات المغلوطة التي أثيرت حوله، مثل الادعاء بأن شقيقه شهيد، وهو في الحقيقة شقيق طليقته، كما أنه لم يكن منشدًا للحزب سوى تسجيله لأنشودة واحدة فقط
حتى اللحظة، لم تنتهِ التحقيقات بشكل نهائي، وتبقى معلومات أخرى قد تظهر لاحقًا تؤكد أو تنفي تفاصيل أكثر حساسية في هذه القضية، دائما بحسب المعلومات التي حصل عليها الصحافي رضوان مرتضى.