سياسة

تقرير لـ”Washington Post”: هل سيسحب ترامب قواته من سوريا؟

ترجمة رنا قرعة قربان

ذكرت صحيفة “The Washington Post” الأميركية أنه “في الوقت الذي يفكر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سحب القوات الأميركية المتمركزة في سوريا، وتوقفه عن بعض برامج المساعدات الإنسانية إلى البلد الذي مزقته الحرب، فإنه يواجه خلافا متزايدا مع حلفائه في أوروبا والشرق الأوسط الذين تحركوا لدعم الحكومة السورية الجديدة. وسرعان ما تبدد نفوذ إيران وروسيا في المنطقة، منذ أن أطاحت القوات بقيادة الرئيس أحمد الشرع، المتحالف سابقًا مع تنظيم القاعدة، بالرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول. ورغم أنه ظاهريًا الرئيس المؤقت لسوريا، فقد تواصل الشرع مع الغرب في ما يراه العديد من حلفاء الولايات المتحدة، باستثناء إسرائيل، فرصةً لتحقيق نصر في منطقة مضطربة وخطيرة. لكن إدارة ترامب، التي لا تزال تُبقي على عقوبات عهد الأسد على دمشق، مترددة”.

وبحسب الصحيفة، “قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية “إننا نواصل التعامل مع سوريا بحذر شديد” حتى يثبت الشرع أنه نجح في تطهير حكومته من المتشددين الإسلاميين الأجانب وبقايا تنظيم القاعدة، ويثبت أنه قادر على توحيد الأقليات المختلفة في سوريا. وأضاف المسؤول، وهو واحد من عدة مسؤولين أميركيين وأجانب تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم: “لا نهدف بالضرورة إلى إنقاذ سوريا من أجل الشعب السوري، إنما نهدف إلى عدم عودة إيران وعودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”. وبعد شهرين، لم تُقرر الإدارة الأميركية بعدُ ما إذا كانت ستُغلق الباب أم لا”.

وتابعت الصحيفة، “في اجتماع دولي عُقد في بروكسل الشهر الماضي، سلّم مسؤول متوسط المستوى في إدارة ترامب وزير الخارجية السوري الجديد قائمةً بثمانية خطوات “لبناء الثقة” يتعين على حكومته اتخاذها للنظر في رفع العقوبات جزئيًا. وتتضمن القائمة، التي اطلعت صحيفة واشنطن بوست على نسخة منها، السماح للحكومة الأميركية بتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية ضد أي شخص تعتبره واشنطن تهديدًا للأمن القومي. كما تُلزم القائمة الحكومة السورية بـ”إصدار إعلان رسمي عام يحظر كل الميليشيات والأنشطة السياسية الفلسطينية” على الأراضي السورية، وترحيل أعضاء هذه الجماعات “لتهدئة المخاوف الإسرائيلية“. ومنذ توليه منصبه، لم يُدلِ ترامب بتصريحات تُذكر بشأن سوريا. فعندما سُئل بعد تنصيبه بفترة وجيزة عما إذا كان سيسحب القوات الأميركية، قال إنه “سيُقرر ذلك لاحقاً”. وأضاف أن سوريا “في فوضى عارمة. لديهم ما يكفي من الفوضى هناك. لا يريدوننا أن نتدخل في كل واحدة منها”.”

وأضافت الصحيفة، “في ظل حالة عدم الاستقرار الواسعة النطاق في المنطقة، تحافظ الولايات المتحدة على دعمها القوي لحرب إسرائيل في غزة، وتنفذ غارات جوية منتظمة ضد الحوثيين في اليمن، وتدعم حكومة هشة في لبنان، وتفكر في القيام بعمل عسكري ضد إيران. وفي حين لا يُنظر حاليًا في الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في سوريا، صرّح مسؤول دفاعي يوم الأربعاء بأن التخطيط العسكري جارٍ لتقليص الوجود الأميركي وتعزيزه. وأضاف المسؤول، في إشارة إلى المفاوضات بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني التي بدأت الأسبوع الماضي: “الأمور تسير على ما يرام، على الرغم من أنهم على الأرجح لن يُعلنوا عن أي شيء قبل محادثات إيران”. لكن مسؤولاً أميركياً متخصصاً في المنطقة صرّح بأن هناك توقعات بأن تُخفّض الإدارة عدد القوات “إلى الحد الأدنى”.”

وبحسب الصحيفة، “لم يتضح بعد مدى تأثر خطط الانسحاب الأميركية بالأحداث الميدانية. يُصعّد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجماته في شرق سوريا، سعيًا منه لاستغلال أي فراغ قد يخلفه تقليص الوجود الروسي واحتمال رحيل الولايات المتحدة. ومن بين الأهداف، معسكرات الاعتقال في شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وتعمل هذه القوات تحت إشراف القوات الأميركية هناك، وبمساعدة استخباراتية وتسليحية منها. ويقول الحلفاء والخبراء الإقليميون إن لديهم مخاوف أوسع نطاقًا. يشكك الكثيرون في التزام الشرع وقدرته على بناء دولة مركزية شاملة وديمقراطية، ويدعون إلى اتباع نهج تدريجي لاختبار نوايا الحكومة الجديدة وقدرتها على الاستمرار”.

وتابعت الصحيفة، “مع استمرار العقوبات في عرقلة جهود دمشق لإنعاش اقتصادها، تسعى روسيا لاستعادة نفوذها من خلال شحنات النفط والضروريات الأخرى. كما واقتربت اثنتان من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، إسرائيل وتركيا، من الصراع المباشر مع تنافسهما على دعم ترامب لأهدافهما المختلفة لمستقبل سوريا. لدى تركيا العديد من الحوافز التي تجعلها ترغب في تثبيت حكومة الشرع، بما في ذلك عودة ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما، كما وقمع مطالب الأكراد السوريين بإقامة دولتهم الخاصة على الحدود التركية أو الحصول على دور مهم في سوريا الجديدة، أضف إلى ذلك مكانة أكثر هيمنة في المنطقة وفرص الاستثمار للاقتصاد المتعثر في أنقرة. أما إسرائيل، التي تعتبر الشرع إسلاميًا متطرفًا في ثوب حمل، فتُفضّل سوريا ضعيفة ولامركزية على حدودها. وبعد أيام من الإطاحة بالأسد، بدأت إسرائيل بقصف منشآت عسكرية هجرها جيش الأسد، وكان آخرها قاعدة جوية في تدمر، جنوب دمشق، وكانت تركيا تتطلع إليها. احتلت القوات الإسرائيلية أراضٍ على بُعد أميال عدة داخل جنوب غرب سوريا، وعرضت حوافز مالية على الدروز وغيرهم من الأقليات لمقاومة الحكومة الجديدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى